بوست يفهمه جيل الثمانينات و التسعينات. في زمن ما قبل السوشيال ميديا، أشعر بأن حياتنا كانت أكثر هدوءاً و طمأنينة، حدود عالمنا واضحة و أولوياتنا أكثر واقعية. كان للنجاح مفهوم نمطي واضح، كنا كأطفال نتنافس في حدود المدرسة و نطمح بأن تُكتب أسمائنا على لوحة الشرف في فناء المدرسة أو تُذاع في الطابور الصباحي و أكبر نجاحاتنا أن تدون اسمائنا في الجريدة ضمن الأوائل على المملكة. حتى الشخصيات الناجحة التي كنا نتطلّع لها و تُصدّر إلينا عبر المحطات و القنوات كانت صفوة مختارة، تشترك بالنُبل و المثابرة و الكفاح. كان البحث عن فضولي و طرائف جُحا و نوادر أشعب و اقتناء الألوان المائية و الملصقات و أشرطة الطفل و البحر غاية متعتنا. كان المسلسل الكرتوني المفضل لا يُعرض على الشاشات إلا في ساعة واحدة من اليوم، لأن للمتعة وقت و للجد وقت. كنا نحن محور عالمنا، نستمتع بأشيائنا البسيطة و ترضينا أقل الأمور، حتى جاءت السوشيال ميديا و جعلت حياتنا متسارعة و أكثر ضجيجاً، تصلك أخبار العالم كله و أنت في غرفتك من نجاحات وهمية و سعادة مُزيفة و الاحتفاء بأشخاص لا تفهم ما هو انجازهم أو سبب ظهورهم و مقارنات كثيرة، لدرجة تشعر بأنك عالق و العالم كله يسبقك و تشعر بأن رأسك مثقل بكم هائل من الأخبار و المفاهيم الجديدة اللامنتهية. على كل ما قدمته لنا التكنولوجيا و وسائل التواصل من تسهيلات إلا أنها جعلت وتيرة حياتنا متسارعة و لابد ألا نستهين بتأثيرها النفسي علينا.
مافينا الا العافيه انشالله .. الفرح في كل زمان ومكان . واليوم الفرص لأبنائنا اكبر ومجالات الحياة اوسع وهذي طبيعة الحياة المدنية ..التقدم والتغيير امر طبيعي. اللي قبلنا ما عندهم كهرب ولا تلفزيون وقالو عنا نفس اللي نقوله عن الجيل القادم… انطلق مع الحياة وتحمس للمتغيرات فمنها تنطلق الفرص ( وحافظ على دينك ). 🌷